[تفسير سفر التكوين ٢] عندما تحل الكلمة
- DAN Song
- 2월 20일
- 4분 분량
طريق إلى الإيمان - تفسير سفر التكوين (الحلقة ٢)

عندما كانت الأرض خربة وخالية ومغطاة بظلامٍ دامس، قام الله بتحويلها إلى عالمٍ مليءٍ بالزهور التي تتفتح، والطيور التي تغني، والثمار التي تنضج ببهاء. الله يريد أن يغير قلوبنا بنفس الطريقة. لا يزال الله يعمل اليوم في قلوب الكثيرين، محولًا القلوب الخربة والخالية والمظلمة إلى قلوبٍ جميلةٍ ومنيرة.
اليوم، سنتأمل في كيفية تغيير الله للأرض التي كانت في الظلام. في سفر التكوين 1:3، قيل: "وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ". لم يستخدم الله المطرقة أو المنشار أو أي أدواتٍ أخرى لتغيير العالم، بل جدد الأرض بكلمته.
في حياتنا اليومية، هناك كثيرون يرغبون في العيش بعيدًا عن الخطيئة، ولكنهم يجدون أنفسهم يسقطون فيها مرارًا وتكرارًا. هناك من يسعون للعيش في طهارةٍ وبر، ولكنهم يفشلون في ذلك. هناك من يحاولون جاهدين ألا يكرهوا أحدًا، لكنهم يجدون قلوبهم ممتلئةً بالكراهية دون قصد. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يشعرون بالذنب ويحاولون التغيير بأنفسهم من خلال الصوم والصلاة الليلية، لكنهم سرعان ما يعودون إلى ما كانوا عليه لأنهم لا يعرفون كيف يحدث التغيير الحقيقي.
عندما خلق الله السماوات والأرض، لم تكن الأرض تسعى إلى التغيير من ذاتها. ونجد هذه الحقيقة في سفر التكوين، حيث تغيّرت الأرض عندما حلت عليها كلمة الله. لم تكن الأرض تبذل جهدًا لتنبت الأشجار أو لتظهر الطيور، بل كانت ببساطة ساكنة. ولكن عندما حلت كلمة الله القادر على كل شيء، صار النور. وعند حلول كلمة الله، انفصلت المياه التي تحت الجلد عن المياه التي فوقه، وتكوّنت اليابسة والبحر. فنمت النباتات وامتلأت الأرض بالحياة بفضل كلمة الله. وبالمثل، لا يحدث التغيير الحقيقي في قلوبنا من خلال الجهد الشخصي أو السعي لتحقيق هدف أو معيار معين للحصول على قلب جميل، بل يأتي التغيير عندما تحل كلمة الله في قلوبنا.
في إنجيل يوحنا 4، نرى قصة المرأة السامرية التي التقت بيسوع عند البئر. كانت هذه المرأة تعيش مع رجلها السادس بعدما تزوجت خمسة رجال من قبل. لذلك، أصبحت موضع سخرية بين الناس، ووصفت بالفاسقة. لكن في أحد الأيام، التقت بيسوع عند البئر، وأثناء حديثها معه بدأت تتغير دون أن تدرك ذلك. فتغيرت تمامًا لدرجة أنها تركت جرتها، وذهبت إلى قريتها لتبشر بالإنجيل.
شعرتُ بالفضول تجاه الكلمات التي قالها يسوع للمرأة والتي غيّرتها. لذلك أوليتُ اهتمامًا خاصًا بحواره معها، متأملًا فيه بدقة. بدأ الحوار عندما قال لها يسوع: "أعطيني لأشرب". لست متأكدًا من الكلمات التي غيّرتها تحديدًا، لكن من الواضح أن المرأة تغيّرت أثناء حديثها مع يسوع.
وفي إنجيل لوقا 19، نرى مشهدًا آخر حيث يتحدث يسوع مع زكا العشّار. كان زكا مهووسًا بجمع المال إلى درجة استغلال شعبه، لكنه تغيّر بعد حديثه مع يسوع.
عندما حلَّت كلمة الله "ليكن نور" على الأرض التي كانت خربة ومظلمة ومغمورة بالفوضى، جاء النور وطرد الظلام. وبقوة هذه الكلمة، خُلِقَت أنواع الزهور والأشجار والحيوانات، فتلاشت الخواء. كما أن الكلمة أقامت النظام، فصار هناك ليل ونهار، وبتدبير الله، تحددت الفصول والأيام والسنوات، فانحسرت الفوضى وزالت العشوائية.
لم تحاول الأرض أن تملأ فراغها بنفسها، ولم تسعَ لطرد الظلام، ومع ذلك، انحسر الظلام وزال الخلاء. وبالمثل، عندما حلت كلمة يسوع، تغيرت المرأة السامرية وتغير زكا العشار. واليوم أيضًا، بمجرد أن تحل كلمة الله، تتحول قلوبنا الفارغة والمضطربة إلى قلوب جميلة وممتلئة بالحياة.
لكن الكثير من الناس لا يدركون هذه الحقيقة، لذلك يحاولون جاهدين تغيير أنفسهم بأنفسهم. ومع ذلك، حتى لو بدا أن جهودهم تنجح لفترة من الوقت، فإن قلوبهم سرعان ما تعود إلى الظلام وإلى حالتها السابقة. ولكن إذا قبلتم كلمة الله بإيمان ودخلت إلى قلوبكم، فلا بد أن تتغيروا. عندما تفتحون قلوبكم وتقبلون كلمة الله، ستتجدد حياتكم وتتحولون إلى أشخاص جدد.
لا يحدث التغيير من خلال العزم أو الجهد الشخصي. كنت واحدًا من أولئك الذين عاشوا حياة قذرة وشريرة، يعانون ويصارعون بسبب الخطية. حاولت كثيرًا أن أطهر نفسي من خطاياي، وأن أتجنب ارتكابها، لكنني فشلت. ثم في أكتوبر 1962، حلت كلمة الله في قلبي. عندها أدركت أن خطاياي التي لم أستطع محوها مهما حاولت، قد غُفرت بالكامل بفضل يسوع المسيح الذي صُلب على الصليب. ومن خلال هذه الحقيقة، استطعت أن أتحرر من الخطية.
عندما دخلت كلمة الله إلى قلبي، غُسلت خطاياي القذرة التي لم يكن من الممكن تطهيرها بأي وسيلة أخرى، وأصبحت نقياً كبياض الثلج. ومنذ ذلك الحين، كلما حلت كلمة يسوع في قلبي، بدأ قلبي، الذي كان مليئًا بالكراهية والأفكار الشريرة، يتغير شيئًا فشيئًا حتى امتلأ بالكامل بيسوع المسيح.
أيها الأحبة، هل ترغبون في حياة مشرقة، نقية، ومنظمة؟ هل تتمنون أن تزهر الزهور الجميلة في قلوبكم، وأن تثمر حياتكم بثمار البركة؟ هل هناك من حاول أن يعيش حياته الروحية بجهده الخاص لكنه فشل؟ هل هناك من تأذى من الآخرين، فامتلأ قلبه بالكراهية والضغينة؟
الآن، نرجو أن يحدث تغيير حقيقي في قلوبكم بقوة الله. هذا التغيير لا يتم بجهود الإنسان أو بطرقه الخاصة. كما تغيرت الأرض عندما دخلت إليها كلمة الله وهي كانت في حالة من الفوضى والفراغ والظلام العميق، كذلك عندما تحل كلمة الله في قلوبكم وتستقر فيها، سيحدث التغيير الحقيقي.
في أحد الأيام، قال يسوع لليهود: "كلامي لا موضع له فيكم، لأنكم تطلبون أن تقتلوني." (يوحنا 8:37). إذا لم تسكن كلمة الله في قلوبنا، فبدلاً من ذلك، تنشأ في داخلنا أفكار تعادي الله.
هل ترغبون أن يعمل الله لأجلكم اليوم؟ هل تريدون أن تعيشوا بإيمان حقيقي؟ إذا كان الأمر كذلك، فافرغوا قلوبكم في هذه اللحظة، واقبلوا كلمة الله فيها. عندما تحل كلمة الله في قلوبكم وتستقر، فإن قلوبكم، التي لم تتغير مهما حاولتم، ستتحول إلى أرض تزهر فيها أجمل الأزهار وتثمر أطيب الثمار. وعندما يلتقي بكم الآخرون، سيشعرون بعطر قلوبكم ومذاقها الحلو، وسينعمون بالسلام والفرح.

![[تفسير سفر التكوين ١] على الأرض الخربة والخالية](https://static.wixstatic.com/media/4227c4_4d7ac10ec2dd40769fc9a34b7c91e04a~mv2.png/v1/fill/w_980,h_554,al_c,q_90,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/4227c4_4d7ac10ec2dd40769fc9a34b7c91e04a~mv2.png)
댓글